في اليوم العالمي للتصوير، أي تأثير للإعلام على أخلاقيات الصورة في العمل الخيري؟

Aug 21, 2021

يحيي العالم في هذه الأيام مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي مناسبة للتذكير بأولئك الذين يواجهون الخطر ويتعرضون للأعمال العدائية من أجل مد يد العون للآخرين، فالملايين من الناس حول العالم ما زالوا يتضررون بفعل الأزمات وآثارها المنتشرة، وأصبحوا بحاجة ماسة إلى تدخلٍ إنسانيٍ عاجل للحيلولة دون تفاقم احتياجاتهم الإنسانية والتي خلفت واقعاً إنسانياً مأساوياً امتد ليشمل مختلف جوانب الحياة.

وبحسب الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن هناك حوالي 235 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية والحماية، فقد وصل معدل الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى شخص واحد من كل 33 شخصٍ حول العالم.

تزامن مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني مع اليوم العالمي للتصوير، يلفت الانتباه إلى مدى التداخل الجوهري بين العمل الإعلامي والعمل الخيري أو ما يعرف بـ "الإعلام الخيري"، إذ أن الإعلام الخيري أضحى يلعب دوراً أساسياً في تعزيز القدرات العلمية والثقافية والقانونية لرواد العمل الإنساني، فضلاً عن تغيير الكثير من المفاهيم عن العمل الخيري والإنساني من أجل تطويره ليقود المجتمعات إلى النمو بدلاً من الاعتماد الدائم على الإعانات، بالإضافة إلى تركيزه على بعض التفاصيل المتعلقة بتنفيذ مشاريع العمل الخيري من قبل المؤسسات والجمعيات ذات العلاقة، وتوثيق المراحل العملية في تنفيذ المشاريع الخيرية ومحاولة تغيير التجاوزات الشائعة فيها، خاصةً تلك المتعلقة بحيثيات توثيق المعونات الإغاثية والإنسانية - التصوير في الأعمال الخيرية - التي تنتهجها مؤسسات العمل الخيري أثناء توثيق مشاريعها والذي يعد جزءاً أساسياً في عمل هذه المؤسسات يطلبها دائماً المانحون ضمن متطلبات الثقة بين الطرفين.

تسليط الإعلام الخيري الضوء على هذه الجزئيات العملية (توثيق تسليم المعونات) أو الترويج لاحتياج إنساني ما في مكان أو ظرف ما، فيما يعرف اصطلاحاً بـ "أخلاقيات الصورة في توثيق العمل الخيري" ومحاولة معالجتها، يعكس مدى أهمية الأنشطة الإتصالية في تطوير وتوجيه العمل الإنساني، خصوصاً أنه يركز على مسألة حساسة تتعلق بكرامة المستفيدين، فلا شك أن مؤسسات العمل الخيري تسعى دائماً لصناعة الصورة والرسالة الإعلامية الخاصة بها التي تخدم توجهاتها عند قيامها بعملها المتمثل في تنفيذ مشاريعها الخيرية، أو الترويج لها ابتداءً، إلاّ أنّ ذلك لا يعني بحال عدم مراعاة خصوصية المستفيدين مثل المحتاجين، المسنين، الأيتام، المرضى والنساء بعرض صورهم في المنصات الاجتماعية والإعلامية دون مراعاة مشاعرهم، ومراعاة الذائقة الاجتماعية والضوابط الأخلاقية تحت ضغط التوثيق، وفي ظل انتشار دور وتأثير منصات التواصل الاجتماعي أضحت المعلومات تُتداول فيها بشكلٍ مكثفٍ وسريع.

وعليه فإن الإعلام بفضاءاته المختلفة يلعب أدواراً كبيرة في ترسيخ مبادئ العمل الخيري والإنساني على الصعيدين العلمي والعملي، خاصةً تلك المتعلقة بالجانب الأخلاقي، الأمر الذي من شأنه أن يمكّن هذا العمل من تحقيق أهدافه على مستوى رسالته والأثر الذي يسعى لتحقيقه.

الجدير بالذكر أن مؤسسة أيكون برو للاتصال التنموي، وفي إطار أهمية أخلاقيات الصورة في توثيق العمل الخيري، تعكف على إعداد مشروع باسم "ميثاق أخلاقيات المنتجات الإعلامية في العمل الإنساني"، وهو مشروع يهدف إلى عمل دليل تعتمد وتستند عليه مؤسسات العمل الخيري في ضبط سلوكها الاتصالي، بما يضمن لهذه المؤسسات عمليات التوثيق اللازمة لها لكسب ثقة المانح، وضمان ديمومة المؤسسة بما لا يتعارض وأخلاقيات التوثيق الهادفة لمراعاة الجانب النفسي والإنساني للطرف المستفيد.

كلمات مفتاحية

  • الإعلام الخيري
  • المستفيدين
  • كرامة
  • اليوم العالمي
  • التصوير
  • العمل الإنساني