عولمة الرموز وصناعات الترميز

Oct 17, 2018

 كتب ا. حسام شاكر الباحث المستشار المختص في الشؤون الأوروبية وعضو المجلس الاستشاري لـ IKONpro في مقال له بعنوان "عولمة الرموز وصناعات الترميز" عن الرمزيات وشيوع استعمالها بين المجتمعات والأمم، وكيف أضحت تُستعمل هذه الرموز وتُوظف على نطاق واسع بوعي من البشر أو بدون وعي منها.

سنسلط الضوء في هذا الملخص على النقاط الرئيسية المتعلقة بتطور هذه الرمزيات حتى وصلت إلى عصرنا الحديث، وكيف أصبحت الرموز تعكس تعبيرات ثقافية عن نمط حياة معين واختيارات اجتماعية محددة، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من هذه الرموز في مجال العمل الخيري والإنساني، وذلك على النحو الآتي:

1. هذه الفكرة لاقت رواجاً كذلك في مجال العمل الإنساني، فأضحى القائمون على العمل الإنساني يستخدمون رموزاً عدة تشير إلى العمل الإنساني مثل الهلال، الحمامة البيضاء، السُنبلة، الغرس، كفين مبسوطتان نحو السماء، وأصبح متعارفاً لدى الناس بأن هذه الرموز تعبر بشكل أساسي ومباشر عن العمل الخيري والإنساني.

عززت العولمة الحاجة إلى رموز عابرة للّغات والثقافات والبيئات، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من الرموز المشتركة بين مختلف الثقافات، فكان منه ما يُتَخَذ تعبيرا عن الإعجاب والتفضيل برفع الإبهام مع انقباض الكف، أو عن نقيضه بعكس الإبهام نحو الأسفل، أو عن المحبّة والودّ بتطويق الإبهاميْن والسبّابتيْن على نحوٍ مُتقابِل ومُنغلِق على ذاته؛ بما يُحاكي شكل القلب النمطي.

2. وفقاً لذات الممارسة يمكن للعاملين في المجال الإنساني إبراز الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئين، والمخاطر التي يواجهونها من خلال رمز مشابه لرمز "أنا شارلي/ أنا إنسان، لاجئ"، بهدف تسليط الضوء على المعاناة التي يقاسيها اللاجئون، فضلاً عن مواجهتم خطر الموت أثناء رحلتهم لدول اللجوء.

أتاح الزمن الجديد المُعَولم ظهور رموز جماهيرية بصفة خاطفة زمنيا وتمَدُّدها الجارف عبر العالم، لا سيما في ظل لحظات صادمة أو حرجة ينشدّ فيها الاهتمام العالمي صوب حدَث ما؛ يحظى بوقع خاصّ، وقد كان رمز "أنا شارلي" مثالا على ذلك، حيث لم يستغرق الأمر سوى سويعات معدودة حتى تفشى هذا الرمز عبر العالم، وصار من فوره رمزا جماهيريا أمميّا مُعرّفا في أقاليم الأرض جميعها تقريبا عبر مئات ملايين الأشخاص في شبكات التواصل الاجتماعي.

3. استثماراً لهذه الفكرة يمكن للمؤسسات الخيرية التركيز على ترميز حالة من خلال إبراز احتياج الجمهور المستهدف، أو من خلال إبراز المخاطر التي تهدد أحد مكتسبات الجمهور المستهدف، والتي اكتُسِبَت إما عن طريق الأزمات أو عن طريق النضال، "جوزيف كوني" يعد مثالاً على ترميز المخاطر، وهو شخص تم ربط اسمه بشكل مباشر بالاغتصاب وتجنيد الأطفال في أوغندا.

لا تزال مكاسب الترميز متمركزة في بيئات تُوصَف عادة بأنها غربية، ويرجع ذلك إلى تفاوت القيمة المعنوية للإنسان في وعي البشر حسب البيئة والثقافة واللون والتموضع الجغرافي، حيث يظهر في البيئات الغربية شدة الاكتراث بالضحية عنها في بيئات أخرى.

4. رمزية الفتاة "باربي" تتعدّى مفهوم الدمية أو نطاق عرائس الأطفال كما كانت تُعرف؛ لتشمل تعبيرات ثقافية عن نمط حياة مُعيّن وتحيّزات إلى اختيارات اجتماعية محدّدة.

5. يمكن للمؤسسات الخيرية العمل على إبراز شخصيات متميزة يكون لها ارتباط مباشر بالعمل الخيري، بحيث يصبح سائداً لدى العامة رمزيته في العمل الخيري عند رؤيته، فضلاً عن خلق بيئة عربية تُشكّل مصدراً لترميز النجوم، مثال على ذلك "أحمد الشقيري" في البيئة العربية، يقابله رمزية "أنجلينا جولي" في البيئة الغربية.

ظلّ ترميز "نجوم" التمثيل والغناء والأزياء، مثلاً، منذ منتصف القرن العشرين على الأقل، لصيقاً بدول الغرب، وحتى الرموز التي تنتمي، شكلياً إلى دول أخرى، فإّنها دخلت إلى "العالمية" من خلال الدول الغربية غالباً، وهو ما يسري على حالة اللاعب المصري محمد صلاح مثلا.

6. يتفشى في أوروبا منذ مطلع القرن الحادي والعشرين استعمال الرموز بهدف تمجيد الذات وعزل وإقصاء الطرف المقابل، فتعمل أوروبا على تصعيد رمزيات مثالية تستعملها للتعريف الذاتي، في حين تستخدم رمزيّات مُكرّسة لِوَصم من يُعَدّ "الآخر"؛

يمكن للمؤسسات الخيرية القيام بعملية ترميز "Best Practice " من خلال علامة تحدد المؤسسات الملتزمة بأخلاقيات العمل الإنساني، بحيث تصبح المؤسسة التي تندرج تحت هذه العلامة مؤسسة قانونية ملتزمة بمعايير العمل الإنساني وغير مخالفة، تفادياً لتمييز المؤسسات وحجب التمويل عنهم بذريعة الإرهاب.

من قبيل: النقاب أو البرقع أو غطاء رأس النساء، وكذلك المئذنة التي وقع تنميطُها هي الأخرى وتشويهها فغدت في خطابات الكراهية رمزاً للسيطرة والهيْمنة.

لمزيد من التفاصيل، رابط المقال الأصلي: https://bit.ly/2LKXElN

  

 

كلمات مفتاحية

  • IKONpro، الترميز، التسويق، الإعلام